ظهرت تونس ضمن العشر دول الاولى في تنظيم «السياحة الحلال» أو توفير ظروف سياحية ملائمة للعائلات المسلمة حسب دراسة قامت بها مؤخرا شركة في سنغافورة، مختصة في الدراسات والبحوث السياحية
في حين تحتل ماليزيا قمة الترتيب سواء في عدد الزائرين المهتمين بالسياحة الحلال او حسب البرامج و المرافق السياحية المعدة و المناسبة لهذا القطاع، ماذا تعني السياحة الحلال ماهي قواعدها واسسها واليات عملها ؟؟
يمثل قطاع السياحة الحلال حوالي %13 من السوق السياحية العالمية وقدّرت قيمة معاملاته بـ140 مليار دولار امريكي لسنة 2013 و من المتوقع ان ترتفع قيمة معاملاته إلى 200 مليار دولار بحلول سنة 2020 مقابل 126 مليار دولار سنة 2011 مع ارتفاع الطلب على هذه الخدمات السياحية في العشرية القادمة، وقد دخل مؤخرا مصطلح السياحة الحلال قاموس السياحة في العالم كمصطلح جديد يحمل خلفه العديد من الافكار والمعطيات وهي مُنتج جديد في مجال السياحة يُقدّم خدمات سياحية كاملة وفقا للمُعتقدات والمُمارسات الإسلامية، يتم توفير خدماتها في مُنتجعات وفنادق يقال عنها «حلال» لا تُقدّم سوى الأطعمة الحلال والمشروبات غير الكحولية، ولها حمامات السباحة الخاصة بالسيدات، وكذلك النوادي الصحية (السبا SPA) ومرافق الترفيه المُنفصلة للرجال والنساء، والمرافق المناسبة للأُسر، وحتى المناطق الشاطئية منقسمة بين مناطق شاطئية خاصة بالنساء وأخرى مُختلطة للعائلات مع مراعاة السباحة بالزيّ الإسلامي وبالطبع هناك أيضًا مرافق للصلاة، كما تعمل الوحدات السياحية المختصة في السياحة الحلال على توفير جولات ورحلات الى المناطق التراثية الإسلامية وزيارة المعالم التاريخية والثقافية للحضارة الإسلامية.
ولا ينحصر هذا النوع من السياحة في الشواطئ والآثار فقط بل هناك السياحة الرياضية والسياحة العلاجية وسياحة المؤتمرات والندوات، وسياحة المعارض والأسواق والسياحة الصحراوية السياحة الريفية وغيرها من الأنواع الاخرى التي بدا الفاعلون في المجال السياحي يهتمون بها ويطورونها حسب استراتيجيات معينة ودراسة جدوى وأهداف محددة تمكنهم من تحقيق رقم معاملات في جزء منه هذه النوعية من السياحة.
و حسب الدراسة التي قامت بها شركة الدراسات السياحية احتلت ماليزيا صدارة الترتيب تليها الامارات العربية المتحدة ثم تركيا ثم اندونيسيا ثم السعودية ثم سنغافورة ثم المغرب ثم الاردن ثم قطر و اخيرا تونس، التي أدى تراجع أداء القطاع السياحي فيها منذ الثورة إلى بطالة أكثر من 3000 عامل ، في مؤشر خطير بين أن الازمة التي يمر بها القطاع الذي يشغل 15 بالمائة من اليد العاملة ويساهم بنسبة 7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، القت بظلالها على اقتصاد البلاد .
ويقول الخبراء الاقتصاديون والمهنيون أن تونس قادرة على استقطاب أكثر من 10 ملايين سائح سنويا في حال توفرت خارطة طريق جديدة ولكن أيضا في حال وضع حد للانفلات الأمني الذي هز من صورة تونس في الخارج، خاصة بعد الضربات الارهابية التي عاشتها البلاد والاعتداء على متحف باردو الذي قتل فيه عدد من السياح الاجانب.
وقد شملت الدراسة في 47 دولة معدل الانفاق لدى السائحين المسلمين الذي يتميز بنسق ارتفاع متسارع ليصل الى 200 مليار دولار في موفى سنة 2020
بدأت العديد من الدول تخطط لتوفير منتوج وخدمات السياحة الحلال الذي تهاطلت العروض عليه من مختلف انحاء الدول العربية الاسلامية وبعض الدول الاخرى وتقدم كل المقترحات والعروض والرحلات التي توفر مستلزمات هذا النوع من السياحة وربما ماليزيا كانت من بين الدول واولها التي برعت في جلب هذا النوع من الحرفاء وإرضائهم بتقديم كل ما يطلبونه من خدمات حيث توفر كل الظروف لتنشيط وإحياء السياحة الحلال من عيادات ومستشفيات ويتم التعامل مع السيدات من قبل طبيبات ويتم تخصيص أماكن للصلاة مع جعل المصاحف متاحة،
من جهتها تخطو تركيا خطوات مميزة في توفير منتج السياحة الحلال حيث تمكنت من توفير ما بين 50 و70 مؤسسة سياحية حلال على امتداد سواحلها كما تقوم اليابان وسنغافورة وتايوان بالمضي في اتجاه إحداث فنادق لتلبية الطلب المتزايد على السياحة الحلال ولجني مزيد من الأرباح.
بقلم: محسن الرزڤي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق