ولما تفطن بعض المواطنين للعملية تجمعوا حول السيارة وأرادوا منعها من مواصلة الطريق الا ان عناصر المجموعة الارهابية هددوهم برشاشاتهم واطلقوا عيارات نارية في الهواء لتفريقهم وقالوا للمواطنين إنهم لن يؤذوا الشخصين، فانطلقت السيارة نحو مسالك الجبل وبعد فترة ليست بالطويلة عادت الى القرية دون ان يتعرض سائقها ومرافقه الى اي سوء.
وقد تولى سائق السيارة إبلاغ السلطات العسكرية التي نقلته الى وحدات الحرس فاحالته بدورها الى فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بالقصرين التي تولت الاستماع اليه حول تفاصيل الحادثة فافاد بان المجموعة الارهابية تتكون من 6 عناصر وليس 4 كما تردد في الاول وكلهم في حالة يرثى لها من الجوع والوسخ ويرجح انهم نفس المجموعة التي تولت قبل اسبوع اختطاف الراعي الشهيد نجيب القاسمي من جبل سمامة لان هذا الأخير لا تفصله عن مرتفعات مغيلة غير مسافة قصيرة عبر الطريق الجهوية عدد 71 الرابطة بين سبيبة وسبيطلة.
وبطلوع فجر امس بدأت التعزيزات تصل الى المنطقة لتنطلق في عمليات تمشيط للمرتفعات التي توجهت اليها المجموعة الإرهابية، وهذه الحادثة اكدت مرة اخرى ان المجموعات الإرهابية بجبال القصرين فقدت خلايا الدعم اللوجستي التي كانت تزودها بالمؤونة وتوصلها اليها بسفوح المرتفعات واصبحت مجبرة على النزول الى القرى لتوفير حاجياتها بنفسها وهي مرحلة من شانها لو تتوفر الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة للوحدات العسكرية والامنية والتنسيق اكثر مع اهالي المناطق الجبلية ان تؤدي الى الايقاع بعناصرها عند قدومهم لاقتناء المواد الغذائية او الاستيلاء عليها من منازل المتساكنين المتاخمة للجبال.
وتجدر الاشارة إلى ان مرتفعات جبل “مغيلة” القريبة من قرية “عين جنان” شهدت في شهر افريل الفارط قصفا مدفعيا عدة مرات اثر العملية الإرهابية التي سقط فيها 5 شهداء في “كمين” لوحدة عسكرية كانت في طريقها نحو برج للاتصالات، وبعد ايام فوجئ متساكنو القرية بكتابات تكفيرية تغطي جدران مدرستهم فيها تهديدات للجيش والأمن.
يوسف أمين
جريدة الصباح بتاريخ 20 اكتوبر 2015
المصدر : الصباح نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق