من المنتظر أن تنظر احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بأريانة بداية هذا الاسبوع في قضية تورطت فيها إمرأة في نهاية عقدها الخامس وجهت لها تهمة الايهام بجريمة بعدما عمدت الى الاعتداء على نفسها بواسطة آلة حادة على مستوى كتفها وادعت ان زوجة ابنها هي التي اقدمت على ذلك .
وقد انطلقت هذه القضية نهاية شهر أوت الماضي عندما تقدمت إمرأة الى السلط الأمنية بشكاية أفادت ضمنها انها تعرضت الى اعتداء بالعنف الشديد بواسطة آلة حادة من قبل زوجة ابنها ممّا تسبب لها في جرح غائر تم رتقه بواسطة 12 نقطة طبية وذلك على اثر خلاف اندلع بينهما سببه رغبة المشتكى بها في ختان ابنها–حفيد الشاكية -دون إقامة مأدبة عشاء احتفاء بهذه المناسبة بحجة انها لا ترغب في تبذير الأموال مؤكدة أن الحقيقة هي غير ذلك وعلى أن «كنّتها» لمّا علمت سعت بكل جهدها الى منع ذلك وأضافت الشاكية أنها تطرقت يوم الواقعة مع كنّتها للموضوع وحاولت اقناعها بانه يمكن القيام بمأدبة عشاء عائلية وانها لن تكلفها مصاريف باهظة وأن كنتها رفضت بشدة وعمدت الى شتمها ونعتتها بأبشع النعوت وأنها لم تكتف بذلك بل التقطت آلة حادة وتولت طعنها على مستوى كتفها وغادرت المكان تاركة اياها في حالة صحية حرجة. وقد تمسكت الشاكية بتتبع المشتكى بها من أجل ما نسب اليها فتم القبض على الكنة التي نفت التهمة المنسوبة اليها وأفادت أن خلافاتها مع حماتها تعود الى اربع سنوات خلت وأنها منذ زواجها بإبنها كانت تتفنن في اختلاق المشاكل وتحث ابنها على ان يكون حاد الطباع معها وأنها كانت سببا مرارا في تعنيفها وقد تحملت ذلك لأنها تحب زوجها ولم تكن ترغب في تشتيت اسرتها وكانت تعلم جيدا ان حماتها ترغب في ان ينفصل عنها حتى يقترن بمن اختارتها له وعندما اختارت نهاية شهر أوت لختان ابنها واتفقت مع زوجها على ان تحمله صباحا إلى إحدى المصحات للختان دون ان يعلم أي كان تجنبا للمصاريف جنّ جنون حماتها واعتبرت ذلك غير جائز وانه من غير المعقول عدم احترام التقاليد والاحتفال بذلك ودعوة الأقارب. وقالت الكنة أنه أمام اصرارها على موقفها خاصة أن حماتها فشلت في التأثير على ابنها عمدت هذه الأخيرة قبيل موعد الختان الى افتعال خصومة وشرعت في شتمها والتلفظ نحوها بألفاظ منافية للأخلاق فتغاضت عن كلامها ليقينها انها محاولة منها لاستدراجها وخيرت الانسحاب من المكان وتوجهت الى منزل احدى الجارات فاتصل بها زوجها وأعلمها انه وجد والدته في حالة صحية حرجة تنزف فغادرت المكان مسرعة وعادت الى المنزل فوجدت زوجها بصدد تضميد جراح والدته ثم اتصل بصديق له وقام بنقلها على متن سيارته للمستشفى. وأكدت الكنة أن الحماة اعتدت على نفسها في محاولة لتوريطها في جريمة هي براء منها وقد أجريت مكافحة بين الطرفين تمسكت خلالها الشاكية بتصريحاتها وبكون المشتكى بها اعتدت عليها بالعنف ثم غادرت المنزل باتجاه احدى الجارات .في المقابل تم سماع أقوال الجارة التي كانت المشتكى بها في ضيافتها فأكدت انها قدمت الى منزلها في حدود الساعة الثانية بعد الظهر وأنهما تجاذبا سويا أطراف الحديث على مدار ساعتين ثم تلقت صديقتها اتصالا هاتفيا من زوجها يعلمه ان والدته في وضع صحي حرج فغادرت المكان مسرعة وأضافت ان هذه الاخيرة تعاني من خلافات دائمة مع حماتها التي حولت حياتها إلى جحيم على ضوء هذه الشهادة والساعة التي وقعت فيها الجريمة والتي اكدت المشتكى نفسها انها في حدود الثانية والنصف ثبتت براءة الكنّة بها من التهمة المنسوبة اليها.
وبمحاصرة الشاكية بذلك تراجعت في أقوالها واعترفت أنها هي التي اعتدت على نفسها ورغبت من وراء ذلك توريط كنتها. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالحماة من أجل الإيهام بجريمة.
هاجر واسماء
المصدر : التونسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق